جهود أمنية وإنسانية على مدار الساعة بمعدات وأجهزة متطورة

«الرياض» تتجول بمراكز حرس الحدود في المنطقة الشرقية (1/2)
جهود أمنية وإنسانية على مدار الساعة بمعدات وأجهزة متطورة

الحوامات البرمائية لحرس الحدود في الشرقيةجولة - محمد الغامدي، تصوير - زكريا العبدالعال

} عمل حرس الحدود بالمنطقة الشرقية لا يقتصر على مراقبة السواحل ورصد المتسللين، بل يصل دوره إلى الأعمال الإنسانية وحماية المواطن من مخاطر الغرق، بالإضافة إلى حماية المنشآت البترولية من خلال اجهزة ومعدات تقنية عالية.

«الرياض» قامت بجولة ميدانية على مراكز حرس الحدود بالمنطقة الشرقية والتي شملت مركز شاطئ نصف القمر بالخبر، وميناء رأس تنورة، ومركز حرس الحدود بمحافظة القطيف وقطاع الخفجي، حيث أطلعت «الرياض» من خلال جولتها الميدانية في مراكز حرس الحدود وعلى المهام والواجبات التي يقوم بها هذا القطاع



دور إنساني ومعلم سياحي

يعد مركز حرس الحدود للبحث والإنقاذ بشاطئ نصف القمر بمحافظة الخبر شرق المملكة معلماً من المعالم السياحية حيث تم تصميمه بشكل جمالي على هيئة سفينة عملاقة يحوي العديد من المكاتب الحديثة التي تلائم العاملين بها من ضباط وأفراد، ويقع على ضفاف شاطئ نصف القمر بالخليج العربي.

وقال المقدم بحري غرمان الشهري قائد وحدة البحث والإنقاذ بحرس الحدود بشاطئ نصف القمر إن المركز يقدم لمرتادي الشاطئ جميع الخدمات الإنسانية من حدود شاطئ جامعة الملك فيصل إلى قرية شاطئ نصف القمر على مدار الساعة، ويزداد العمل كثافة في عطلات نهاية الأسبوع والإجازات الرسمية حيث نمتلك العديد من الوسائط البحرية الحديثة وزوارق الإنقاذ التي يعمل عليها رجال حرس الحدود المدربين والمؤهلين لعمليات الإنقاذ والإسعافات الأولية وسيارات حديثة تقوم بعمل دوريات على مدار الساعة.








وأضاف إن عدد الحوادث والإنقاذ التي باشرها المركز العام الماضي بلغت (80) حالة إنقاذ، بالإضافة إلى حالتي وفاة وهذا العام تقلص العدد إلى (60) حالة إنقاذ وكان هناك حالة وفاة واحدة بسبب عدم التقيد بأنظمة السلامة البحرية من قبل مرتادي الشاطئ، مشيرا إلى أن هناك خط بالونات تم تحديده ووضعه مسبقا من قبل المختصين يحدد المنطقة الآمنة للسباحة وبعد هذا الخط تعد السباحة مخاطرة ومجازفة وتقع الحوادث المؤلمة التي يشارك فيها كثير من الآباء والأمهات بعدم الانتباه لأطفالهم وحثهم على التمسك بتعليمات السباحة ومتابعتهم الصغار معتمدين على بعض أنواع القوراب المطاطية غير المخصصة للسباحة في البحر وهي مصنوعة من البلاستيك وتستخدم في مسابح الأطفال في المنازل، وهناك تنسيق مستمر مع أمانة المنطقة الشرقية للحد من هذه المواد الخطرة التي تسهم في غرق الأطفال والقضاء عليها ومصادرتها من الباعة المتجولين في سياراتهم الباحثين عن الربح السريع متجاهلين خطورتها على الأطفال وهي ليست مخصصة للسباحة في البحر.

ومن المظاهر السلوكية التي يتبعها المواطنون بشكل مخالف ممارسة السباحة في الصيف وتكون درجة الحرارة عالية فيتعرض لضربات الشمس ويغمى عليه ويغرق وبعضهم الآخر يكون من النساء ينزلن البحر في المساء بعيدا عن الانظار او بلبس العباءة وتتشبع العباءة بالماء وتعيق حركتها فتغرق.


خدمات برية وبحرية

ويقوم المركز بمتابعة جميع الوسائط البحرية المعدة للنزهات البحرية ويتم التأكد من الرخصة الخاصة لمزاولة هذه المهنة وكذلك المخالفات داخل البحر وتطبيق جميع أنظمة السلامة على الركاب وتتابع هذا الأمر الدوريات البحرية والساحلية المتواجدة على الشاطئ المجهزة بغواصين محترفين ومسعفين للتدخًل السريع في حالات الغرق او الحوادث البحرية المختلفة وذلك بزوارق حديثة على مدار 24 ساعة.

ولا يقتصر دور حرس الحدود على المتابعة البحرية بل يمتد إلى البر بدوريات على مدار الساعة لمباشرة الحوادث المرورية التي تقع على الشاطئ وتقدم الإسعافات الأولية للمصابين نظرا لقرب مركز حرس الحدود كما اننا نقوم بمساعدة العديد من المواطنين الذي يعلقون بسياراتهم داخل الكثبان الرملية، وتقوم هذه الدوريات بتوزيع العديد من المطويات والنشرات التوعوية على مرتادي الشاطئ وتقديم جميع الخدمات الإنسانية.






الإمكانات البشرية والفنية

أما إدارة الشؤون البحرية بحرس الحدود بالمنطقة الشرقية فهي إدارة تهتم بتموين وصيانة الوسائط البحرية بجميع فروع القطاع الشرقي لحرس الحدود وقد صممت مبانيها وورشها على الطراز الحديث وتنظم العديد من التجهيزات الحديثة والمطورة، وبها مستودع حديث لقطع الغيار البحرية وتجهيزات الغواصين بأحدث النظم والمعدات

وتحدث العقيد البحري: محمد عبدالله السبيعي مدير إدارة الشؤون البحرية بحرس الحدود بالمنطقة الشرقية عن إدارة الشؤون البحرية، وقال: إن الإدارة مسؤولة عن جزئين رئيسين هما الصيانة والتموين، مشيراً إلى جلب حرس الحدود بالشرقية زوارق حديثة تسمي بالزوارق الاعتراضية للتدخل السريع وهي مختلفة الفئات والاحجام وتقوم بحماية المنشآت الحيوية بالمنطقة الشرقية، ويوجد كذلك زوارق قريبة المدى إضافة إلى الحوامات البرمائية التي تساهم في البحث والإنقاذ وتقوم بدوريات قريبة المدى وبعيدة المدى ومساندة باقي القطاعات في الوصول للمناطق الضحلة وتفتيش الجزر. كما تقوم الحوامات بعمل جولات بحرية لطلاب الجامعات والمدارس بعد التنسيق لذلك وجميع هذه الوسائط البحرية مزودة بأحدث التقنيات الملاحية العالمية الميكانيكية والكهربائية والإلكترونية، وتعقد لمنسوبي هذه الإدارة دورات متخصصة في الوسائط البحرية وبعض الدورات يعقد في المعهد البحري بجدة.

ميناء رأس تنورة

أما وحدة أمن ميناء رأس تنورة التي تقع على ضفاف الخليج العربي، حيث يعد ميناء رأس تنورة من أهم المواني البترولية بالعالم ويصدر (خمس) إنتاج العالم من الزيت ومشتقاته والغاز السائل وله قدرة استيعاب لتخزين بحوالي (52) مليون برميل في الساحات المخصصة للخزانات.

وأوضح المقدم الزهراني أن حرس الحدود بوحدة أمن ميناء رأس تنورة يقوم بعملية تفتيش وتنظيم جميع المركبات والأشخاص عبر البوابة الرئيسية للميناء وذلك بإستخدام كافة الأجهزة الحديثة مع تسيير دورية ساحلية على مدار الساعة لمسح المنطقة الواقعة داخل الميناء للجهات المعنية واستقبال الزوار والوفود الرسمية للميناء مع توفير الحماية اللازمة لهم وتطبيق الأنظمة الخاصة بالتلوث البحري ومراقبة الوسائط البحرية مع مباشرة الحوادث الأمنية والجنائية التي تحدث داخل نطاق الميناء.

تنظيم عمل الصيادين في القطيف

يطًلع مركز حرس الحدود بالقطيف بمهام جسام ومنه تنظيم نزول الصيادين للبحر وتقديم العون والمساعدة لهم وتنظيم عملية استخراج التصاريح للصيادين بعد التأكد من سلامة إجراءاتهم النظامية ومن صحة معلوماتهم والتفتيش عليهم عند دخولهم وخروجهم من البحر.

وقال الرائد خالد بن رجاء العتيبي قائد قوة مركز حرس الحدود بالقطيف ان المركز يطبق جميع إجراءات السلامة على مراكب الصيادين والصيد وحملهم أدوات السلامة والإسعافات الأولية وجهاز تحديد المواقع التي تسهم في الحد من حوادث البحر كذلك الاهتمام بوسائل الصيد المحددة من قبل الثروة السمكية والتفتيش على جميع الصيادين ومراكبهم حين عودتهم من البحر والتأكد من سلامتهم ومطابقة الأوراق الثبوتيه عليهم والتأكد كذلك من عدم وجود أي ممنوعات أو مهربات أو متسللين معهم، كما تتم مراقبة البحر عن طريق الدوريات البحرية والابلاغ عن جميع الحوادث البحرية أو أجسام مشبوهة أو مريبة في عرض البحر أو على الشواطئ البحرية.

وأضاف أن من أبرز المعوقات التي تواجههم في مهمتهم هي عدم تفهم بعض المتنزهين والصيادين للتعليمات التي تنص على عدم الاقتراب من الشواطئ أو المناطق المحظورة للصيد، كذلك أن عدم الانصياع إلى التعليمات الخاصة بالأحوال الجوية، أو الصيد في المناطق المحظورة والمناطق البترولية، داعياً إلى الابلاغ عن الحالات الطارئة في البحر بشكل سريع.

قطاع الخفجي

قطاع حرس الحدود بالخفجي ويتميز من باقي القطاعات الأخرى بأنه يقوم بجميع المسؤوليات المناطة به من أمن وحراسة حدود برية وبحرية وأمن الميناء والمنشآت البترولية البرية والبحرية وكذلك فرض الصيد والنزهة وأعمال البحث والإنقاذ.

وقال قائد قطاع حرس الحدود بالخفجي العقيد فالح السبيعي: يقوم القطاع بمهام ومسؤولية وفق خطط وعمليات يتم تحديثها دوريا وتعد من قبل قسم العمليات لدينا وبمشاركة العاملين بالميدان ونقوم بإعداد خطط بديلة ومساندة توضع حيز التنفيذ عندما يتطلب الوضع ذلك ومن خلال هذه الخطط يطبق القطاع كل ما ورد في نظام أمن الحدود ولائحته التنفيذية من واجبات تتلخص في حراسة حدود المملكة والبرية والبحرية والموانئ والمرافئ البحرية ومكافحة التهريب والتسلل من الداخل والخارج مع مراعاة الأنظمة المعمول بها والإنذار المبكر عن أي تحرك غير عادي على خط الحدود أو بالقرب منها، القيام بعمليات البحث والإرشاد للتائهين في منطقة الحدود البرية وتقديم العون لهم والمساعدة، مراقبة كافة من يتواجد بمنطقة الحدود البرية والبحرية للتأكد من مراعاتهم للقواعد والنظم المعمول به، ضبط الأمن داخل الموانئ البحرية، القيام بعمليات البحث والإرشاد وتقديم العون للوسائط البحرية والاطفاء البحري.


مهام 22 كلم

ويتبع للقطاع عدة مراكز حدودية مثل مركز الرافعية حيث تحدث ل (الرياض) الملازم أول حسين الغامدي، وقال إن مسؤولية المركز تمتد في حدودها (22) كلم وتنطلق من دوريات مجهزة بكامل تجهيزاتها العسكرية ومهمتها مسح مراقبة حدود المسؤوليات وفي الفترة المسائية يتم تسيير عدد من الدوريات المجهزة تجهيزا جيدا لكشف المتسللين وإحباط أي عملية تسلل او تهريب كما ان لدور الكاميرات الحرارية اثرا واضحا في اداء العمل بشكل افضل.

مركز رغوة وعرق

وقال قائد مركز رغوة وعرق النقيب ذيب الحربي: إن المركز يقوم بمهام كثيرة في أمن وحراسة الحدود حسب برامج وخطط مسبقة يتم تنفيذها بكل دقة ولدينا رجال مدربون بأعلى المهارات التقنية والفنية، وقد تم إحباط العديد من عمليات التسلل التي تم كشفها عن طريق كمائن يتم وضعها في أماكن مختلفة وكذلك عن طريق الكاميرات الحرارية التي أثبتت فاعليتها بدرجة عاليه، مشيراً إلى أن المتسللين يستخدمون وسائل من أجل إخفاء آثارهم ومنها لبس حذاء من الصوف أو وضع فرشة من المسار الخاص بالدوريات أو السير في اتجاه معاكس ورغم ذلك.http://www.alriyadh.com/2009/02/14/article409467.html